-->

الاثنين، 22 يناير 2018

الثورة الصناعية الرابعة ستقدم تقنيات مستقبلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات لتغير أسلوب الحياة

الثورة الصناعية الرابعة ستقدم تقنيات مستقبلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات لتغير أسلوب الحياة


بقلم: كيفن تشا، رئيس شركة إل جي إلكترونيكس في الشرقالأوسط وشمال إفريقيا
يجتمع في شهر يناير من كل عام عشرات الآلاف من عشاق التقنيةفي معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيجاس، للاطلاععلى أحدث التقنيات والتطبيقات والأجهزة التي تطرحها شركاتالتقنية في أسواق العالملم تكن دورة هذا العام من المعرضمختلفة عن الدورات السابقة التي انطلقت منذ خمسين عامًا،فشهدنا رواجًا لتقنيات معينة وفضولًا وحماسًا لتقنيات أخرى، إلاأن الاختلاف الأكبر عن الدورات السابقة كان في أمر واحدلم تكنالأجهزة الجديدة على رأس الأشياء التي استقطبت اهتمامالجمهور، بل كانت التقنيات التي أصبحت تعتمد عليها حاليًا تلكهذه الأدوات؛ أي الذكاء الاصطناعي والروبوتيات.
تتسارع حاليًا وتيرة اندماج تقنيات الذكاء الاصطناعيوالروبوتيات في المنتجات الاستهلاكية وما نستخدمه في حياتنااليومية، وتجلى ذلك في معرض الإلكترونيات الاستهلاكيةبوضوح، فشهدنا فيه الروبوتات وقد ازدادت مهارةً وتنوعًاوتطورًاويتوقع أن يؤدي التقدم على هذا الصعيد إلى تغييراتكبيرة في أنماط الحياة وقطاعات الاعمال حول العالم، ما يحسنالتجربة الحياتية البشرية عمومًا، بدءًا من تقليل الحاجة إلى تنفيذالأعمال المتكررة غير الإبداعية إلى التخلص من الممارساتالقبيحة القديمة مثل نبش القمامة يدويًا.
توفر الثورة الصناعية الرابعة العديد من فرص النمو الفريدةللاقتصادات المختلفة حول العالموخلافًا للثورات الصناعيةالثلاث السابقة –التي امتدت لأكثر من قرنين– والتي تتمحورحول الأتمتة، فإن لثورة الصناعية الرابعة نموذج آخر تمامًا، إنهامزج بين العوالم المادية والرقمية والبيولوجية.
نشرت العديد من شركات الأبحاث توقعاتها عن المستقبل، ومنهاشركة جارتنر التي تتوقع أن تجرى 50% من التفاعلات التحليليةعبر الذكاء الاصطناعي في الأعوام الثلاثة إلى الخمسة المقبلة.
وسيصبح الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة جزءًا جوهريًا من كلشيء نستخدمه في حياتنا اليومية، مثل الأجهزة المنزليةوالسيارات والحساسات والطائرات دون طياروأطلقت هذهالثورة الجديدة التي يقودها تطور الذكاء الاصطناعي والتعلمالعميق وتعلم الآلة على امتداد العقود القليلة الماضية، مجموعةمذهلة من الإمكانيات الكامنة، منها اكتشاف أسرار الجينات وفتحمغاليق فهم الدماغ البشريوتسعى تلك التقنيات الجديدة إلىإيجاد طرائق أسرع وأكثر كفاءة وذكاء وسرعة لتنفيذ المهاماليومية أو حتى في حالات أخرى تطوير ذكاء اصطناعي يفوقذكاء البشر.
ووفقًا لاستطلاع جلوبال شاربر 2017 الذي أجراه المنتدىالاقتصادي العالمي، توقع معظم الشباب في الشرق الأوسطوشمال إفريقيا أن تحدث الثورة الصناعية الرابعة تأثيرًا كبيرًا علىحيواتهم اليومية ووظائفهم، إلا أن الكثيرين منهم يشعرونبالارتياح للحياة في المستقبل والعمل إلى جانب الروبوتاتومشاهدتها تتحرك حول البشر،
وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، يعد صندوقالاستثمار في التقنية الذي تبلغ قيمته 100 مليار دولار أمريكيوتدعمه المملكة العربية السعودية ومبادلة في أبوظبي، دليلًا علىالالتزام باستراتيجية اقتصادية تسعى لتنويع موارد الاقتصاد علىالمدى الطويل للتحول من الاقتصادات البترولية إلى الاقتصاداتالقائمة على المعرفةوفي أكتوبر 2017، أعلنت دولة الإماراتالعربية المتحدة، عن تعيينها لأول مرة في العالم وزيرًا للذكاءالاصطناعي، ويعد هذا توجهًا صريحًا للإمارات نحو تبني التقنياتالمستقبلية والنظر إلى تأثيرها على محمل الجد.
وهذا بعد أن أصبح الذكاء الاصطناعي المحرك الجديد لقيادةالثورة الصناعية الرابعة، أصبحت الشركات حول العالم تتجه نحوتصميم المنتجات الجديدة التي تعتمد على تقنيات الذكاءالاصطناعي، وفي هذا الإطار أعلنت شركة إل جي إلكترونيكسحديثًا عن أنها وزعت أداة تطوير ذكاء اصطناعي على جميعأقسام الأعمال لديها لتعزز جهودها في مجال تسريع إطلاقالمنتجات الجديدة الذكية المجهزة بأحدث التقنياتوتعتمد تلكالأداة التي تملكها إل جي على التعلم العميق وتدعى «ثينك»،وتتطلب من الآلات التعلم باستمرار كي تصبح أكثر ذكاء بمرورالوقتونتيجة لاستمرار تحسن التعلم الآلي «ستفهم» المنتجاتطبيعة عالمها المحيط وتستوعب أنماط سلوك العملاء الذينتخدمهمفمثلًا سيتعلم مكيف الهواء أنماط معيشة سكان المنزلبمرور الوقت ويضبط درجة حرارة الغرفة عند الدرجة التييفضلونها، وبإمكان تقنية مراقبة المقصورة في السيارة متابعةتعابير وجه السائق وحركات جسمه للتعرف على اللحظة التييشعر بها بالنعاس لتنبيهه إلى ذلك.
واستطاعت أداة ديبثنك بالفعل تغيير طريقة تصميم بعضالمنتجات التي تستهدف القطاعات التجارية والمستهلكينففيمطار إنتشون الدولي في كوريا مثلًا، تعمل روبوتات الإرشاد فيالمطار التي طورتها إل جي على استيعاب الضوضاء المحيطةالمتطورة من أجل تحسين قدرتها على التعرف على الصوت، مايتيح فهم أسئلة المسافرين بصورة أفضلوتمثل منصة ديبثنكتجسيدًا لفلسفة الشركة المفتوحة بهدف توفير حلول الذكاءالاصطناعي الأقوى للعملاء من خلال استراتيجية المنصةالمفتوحة، والشراكة المفتوحة والاتصال المفتوح.
ولا ريب أن التقنية والشركات التي تقود الابتكار تطورت من كونهامجرد عوامل تمكين إلى أن أصبحت اليوم شركات عملاقة تعيدتشكيل أنماط الحياة البشرية بوتيرة هائلةونحن نشعر بأثرهاعلى امتداد حياتنا اليومية – في المطابخ والمنازل والسياراتوالمكاتب والمدارس والهواتف الذكية والحواسيب، وفيالقطاعات الصناعية؛ وعبر الحكومات؛ وفي وسائل الإعلام وعلىوسائل الإعلام الاجتماعيوتؤثر التقنية على أفكارنا وتشكّلآرائنا، إنها حقًا تحيط بنا من كل مكان.
العالم الذي نعرفه، يتغير نحو الأفضل من جوانب متعددة،فالتقنية والابتكار تحرران الإنسان من الأعمال الرتيبة وتطلقانحريته نحو مواصلة الابتكار وتحسين حياتهوتتحمل شركاتالتقنية مسؤولية هائلة نحو فهم التغير الاجتماعي الاقتصاديالذي يسببه التطور التقني والذي يجب المشاركة به والعمل علىتوجيهه
وهكذا وبينما تعمل الحكومات والصناعات وصانعي السياساتوالنشطاء والمستهلكين والمعنيين على تهيئة المجتمعات لمواكبةالتغيير الوشيك، فإن الرؤية الإيجابية التي نتطلع لتحقيقها ليستحلول الذكاء الاصطناعي كبديل لنا، بل استخدامه كتقنية لتعزيزجميع جوانب حياتنا.
وفي مواكبة لطرح التقنيات الجديدة، على المبتكرين قيادةالحوار في المجتمع لتأكيد مهاراتهم وتدريبها وضبطها، ففيالنهاية يجب ألا نتوقع أن يؤدي الذكاء الاصطناعي والروبوتاتذلك نيابة عنا، أم يمكننا توقع ذلك؟
التسميات:
واتساب

مدونة ابداع مهوس : مدونة تقنية تحتوى على مجموعة دروس ودورات فى مجالات تقنية مختلفة مثل دروس انظمة التشغيل والبرامج والالعاب وبلوجر وفوتوشوب وتطبيقات اندوريد والربح من الانترنت وغيره من الشروحات المميزة تاست مدونة ابداع مهوس عام 2013 وبفضل الله نالت اعجاب الكثير مؤسس المدونة ابداع مهوس مدون عراقي توصل بجديد المواضع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

close
عنوان الصورة